أكثر المقولات التى يمكن الحديث بها
ـ
بِرِقّةِ أُنْثى
تغادرُ بُرْجَ الحَمَامْ
نأتْ قبلَ عامْ
وحيداً، أَلُوبُ، كظلٍّ بلا جسدٍ
في الزّحَامْ
ولا همسَ يلذَعُ هذا الخَوَاءَ
بِعِطْرِ الهُيَامْ
2 ـ
أكانتْ هُنَا قَبْلَ عَامْ؟
أَكانَ البَنَفْسَجُ يَجْنِي النَّدَى عَنْ يَدَيَّ؟
أذابتْ عَلَى شفتيَّ
عناقيدُ مِنْ لَهَبٍ واضْطِرَامْ؟
وَهَلْ كانَ رَأْسِي عَلَى مُخْمَلِ الصَّدْرِ
يَبْحَثُ عَنْ وَطَنٍ لِيَنَامْ؟
لِمَاذَا إذاً هَاجَرَتْ أُمْسِيَاتُ الغَرَامْ؟
3 ـ
أَمَا كَانَ يَكْفِي فُؤَادِيَ مَنْفىً وَحِيدٌ
ليَكْتُبَ مَاءَ الحَيَاةِ بِحُزْنِ القَوَافِي
وَهَلْ كَانَ لا بُدَّ أنْ يَنْتَهِي الحُلْمُ قَهْراً
وَيُسْلِمَنِي للمَنَافِي
أمَا كَانَ مِنْ حَقّهِ أنْ يَعِيشَ زمانَ التَّوَحُّدِ
مَنّاً وَسَلْوَى
وَشَهْداً هَنِيّاً وَنَجْوَى؟
وَيَمْشِي عَلَى شَاطِئِ البَحْرِ
يَحْكِي لِفَيْضِ يَدَيْها عَنِ الطُّهْرِ
فِي شِارِداتِ الغَمَامْ؟
وأَنْ يُبْعِدَ الآسَ عَنْ خَجَلِ الكَسْتَنَاءِ
وَيَجْلُو بَيَاضَ الرُّخَامْ؟
أَمَا كانَ مِنْ حَقّهِ
أنْ يَمُوتَ عَلَى ما يُرَامْ؟
4 ـ
وَحِيداً أُصَارِعُ ذِكْرَى تُدَاهِمُنِي
في المَنَامْ:
أكنتِ هُنَا قَبْلَ عَامْ؟
كَمَا دُونْكِيشوتَ
أُحَارِبُ خَيْبَةَ قَلْبِي
عَلَى فَرَسٍ مِنْ كَلَامْ
أُقَاتِلُ غُرْبَةَ رُوحِي بِنَزْفِ الكِتَابهْ
وَلا سَيْفَ عِنْدِي
وَلا عِطْرَ إلا عَبِيرُ الصَّبَابَه
لماذا إذاً تَشْتَكِي وَرْدَةُ الرُّوحِ صَمْتِي؟
وَقَدْ بُحَّ صَوْتِي
وَلا هَمْسَةٌ مِنْ لَدُنْكِ
وَلا هَاتِفٌ يَطْمَئِنُّ عَلَى خَفْقِ قَلْبِي
ألَسْتِ الّتِي اقْتَلَعَتْ عُشْبَ دَرْبِي
بِعَصْفِ المَلامْ؟
أَلَسْتِ الّتِي كَبَّلَتْ بِالْكَلَام ِالطَّرِيقْ؟
فَكَيْفَ سَأَعْرُجُ نَحْوَ المَدَى هَارِباً
مِنْ تَوَهُّجِ ذَاكَ الحَرِيقْ؟
لَقَدْ كُنْتِ لِي بَرَدَى
كَيْفَ أَقْطُفُ مِنْ وَرْدِهِ
وَأَعُبُّ الطِّلَى والمُدَامْ
إِذَا كُنْتِ أَغْلَقْتِ دَرْبِيَ نَحْوَ الشَّآمْ
5 ـ
أَمَامِي انْتِظَارٌ إِذاً لَيْسَ غَيْرُ
وَمَا مِنْ سَبِيلٍ سِوَى وَجَعِ الانْتِظَارْ
يُضِيْءُ لِقَلبِي المَدَى
بِاحْتِمَالِ انْتصَارْ
وَقَدْ يَحْمِلُ اللَّيْلُ للقَلْبِ مَوْتَ الزُّؤامْ
وَقَدْ يَحْزَنُ القَلْبُ لكِنَّهُ لَنْ يَرَى
غَيْرَ نُورٍ تَوَهَّجَ فِي أَضْلُعِي
مِثْلَ ضَوْءِ النَّهَارْ
وَعَيْنَيْنِ مَا زَالَتَا تُشعِلَانِ المَدَى بِالهُدَى
فَلَا خَوْفَ حَتَّى وإِنْ حَاصَرَتْهَا
جُيُوشُ الظَّلَامْ
6 ـ
لِأَنِّي هُزِمْتُ عَلَى مَذْبَحِ العِشْقِ
حِيْنَ كَتَبْتُ لِسّيِّدَةِ الرّوحِ أَلْفَ قَصِيدَهْ
لِأَنِّي زَرَعْتُ حُقٌولَ المَجَازَاتِ بِالحُبِّ
كَيْ أَحْفَظَ الأُمْنِيَاتِ الرَّغِيدَهْ
لِأَنِّيَ لَسْتُ كَهَارُوتَ
يُخْرِجُ مِنْ بُحّةِ النَّايِ عِطْرَ الخُزَامْ
ويَنْفُثُ في المَيْتِ رُوحاً جَدِيْدَهْ
سَأَخْتَارُ تِلْكَ المَجَرَّةَ
خَلْفَ النُّجُومِ البّعِيْدَهْ
لِأَجْلِسَ حَيْثُ الكَوَاكِبُ مُثْقَلَةٌ بِالنَّدَى
وَأَهْمِسَ : “إِنِّي أُحِبُّ البَنَفْسَجَ”،
في أُذُنِ الغَيْمِ،
كْيْلا يَعُودَ الصَّدَى
فَلَسْتُ أُرِيدُ لَهَا
أّنْ تَظَلَّ أَسِيرَةَ بُرْجِ الحَمَامْ
لَهَا أنْ تُحَلِّقَ أنَّى تَشَاءُ الغِوَايَهْ
وَأَنَّى تَقُودُ فُصُولُ الرِّوَايَهْ
وَإِنْ تَعِبَتْ مِنْ أَزِيزِ الحَيَاةِ
فَعِنْدِي، إِذَا شَاءَ زَهْرُ البَنَفْسَجِ،
مِسْكُ الخِتَامْ
الرؤية العمانية
عمرك سمعت الكلام دا
الرؤى العمانى
