دائماً عند خروجنا للصدقه نحتاج الجزاء المضاغف الذى نسعد فيه
كيف يكون اظهار الصدقة سببا لمضاعفة الاجر ؟ سؤال قد يسأله الكثير من المسلمين، فالصدقة
من أكثر الأعمال الصالحة التي يعرف المسلمون أجرها الكبير عند الله تعالى، فهم يتصدقون في
كل يوم وفي السّرّ والعلانيّة، ولكن اختلف في وجوب سريّة الصدقة أو علانيتها وكيف يزيد
إظهارها في أجرها، وسيكون هذا المقال عن ذلك.
تعريف الصدقة لغة واصطلاحًا
قبل معرفة الإجابة عن السؤال: كيف يكون اظهار الصدقة سببا لمضاعفة الاجر ؟ لا بدّ
من تعريف الصدقة في اللغة والاصطلاح، فالصدقة في اللغة هي ما يتم إعطاؤه للفقير أو
المحتاج، من طعام أو مال أو لباس؛ وذلك في سبيل التقرّب لله تعالى، وليس من
أجل نيل المكرمة[1]، أمّا في الاصطلاح الشرعيّ فالصدقة فهي تلك الأعطيات التي يُقصد بها ثواب
الله تعالى، أو إخراج المال قربةً لله تعالى، والصدقة ترفع شأن صاحبها إلى المراتب العليا،
وهي صفة كريمة ترفع شأن صاحبها بين الناس وعند الله سبحانه وتعالى، [2]
كيف يكون اظهار الصدقة سببا لمضاعفة الاجر
في الإجابة عن السؤال: كيف يكون اظهار الصدقة سببا لمضاعفة الاجر ؟ فالأصل في الصدقات
أن تكون في الخفاء وليست على العلن، وجاء ذلك في قوله تعالى: “إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ
فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيرٌ لَّكُمْ”[3]، كما جاء في حديث رسول الله
صلّى الله عليه وسلّم: “سبعةٌ يُظِلُّهم اللهُ في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلُّه: …ورجلٌ
تصدَّق بصدقةٍ فأخفاها حتَّى لا تعلَمَ شِمالُه ما تُنفِقُ يمينُه”[4]، ولكن يكون إظهارها سبب في
زيادة الأجر في إذا كان المتصدق يريد أن يُقتدى به وأن يسنّ سنّة حسنة بين
الناس وذلك من باب: “من سنّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى
يوم القيامة” ففي ذلك مصلحة من المصالح، فهنا يكون الإظهار أولى وفيه زيادة في الأجر.[5]